المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

ظروف إنسانية ومعيشية صعبة يعاني منها أهالي مخيم اليرموك

 
   
12:11


ظروف إنسانية ومعيشية صعبة يعاني منها أهالي مخيم اليرموك

اضطر العديد من أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق للهروب من جحيم الحصار الذي تفرضه قوات الأسد والميليشيات الموالية لها من جهة، وجحيم الحياة المعيشية التي يفرضها تنظيم الدولة "داعش" على المدنيين من جهة أخرى نحو البلدات الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة جنوب دمشق أيضاً كونها تعيش حالة من الاستقرار النسبي بعد الهدنة المبرمة بين قوات الأسد والمعارضة المسلحة.

وعلى الرغم من حالة الهدوء المؤتة التي تعيشها مناطق ببيلا ويلدا في جنوب دمشق إلا أن قوات الأسد تصادر تحركات المدنيين من خلال حصارها أيضاً على المناطق الخارجة عن سيطرتها.

وبحسب ما أفاد الصحفي السوري "مطر اسماعيل" أحد قاطني بلدات جنوب دمشق لـ "أنا برس" في Ø§ØªØµØ§Ù„ هاتفي، فإن من تبقى داخل مخيم اليرموك يعانون من ظروف انسانية ومعيشية صعبة للغاية نظراً لاستمرار الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على المخيم منذ بداية العام 2013ØŒ والذي أندى إلى انعكاسات سلبية على الاهالي من خلال انقطاع الخدمات ومياه الشرب والكهرباء، وعدم السماح بإدخال المؤن والمساعدات الإنسانية إلى المخيم نظراً لخضوعه لسيطرة تنظيم الدولة في منتصف العام 2015 الأمر الذي زاد الأمور تعقيداً بالنسبة للمدنيين.

 5 آلاف نسمة لا يزالون داخل المخيم الآن بعد أن كان يضم مئات الآلاف قبل 2011

وأضاف "إسماعيل" أن السبب الرئيسي لصعوبة الحياة المعيشية في المخيم يرتبط بشكل جذري بالمدخول الثابت للعائلات وهو ما لم نعد نراه في المخيم بعد أن ارتفعت نسبة البطالة لأعلى مستوياتها خلال عملية الحصار الذي تعرض له السكان، ما ينعكس بالمجمل على القدرة الشرائية للأهالي، مشيراً إلى تواجد ما يقارب 5000 Ù†Ø³Ù…Ø© نصفهم من السورين والنصف الأخر من الفلسطينيين ما يزالون داخل المخيم الذي كان يضم مئات الآلاف قبل العام 2011.

وفي سياق متصل، اعتمدت قيادة ØªÙ†Ø¸ÙŠÙ… الدولة Ø¯Ø§Ø®Ù„ مخيم اليرموك على فرض قيوده على القطاع التعليمي بما يتناسب مع افكاره التي يود نشرها بين المدنيين، من خلال إغلاقه لعدد من المدراس في المرحلة السابقة Ùˆ التشديد على المدارس التي يتم افتتاحها حديثاً بضرورة الالتزام بالتعليمات والمناهج الصادرة عنه، ما أجبر معظم طلاب المخيم للمغادرة واكمال تعليمهم في المناطق المجاورة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة وبالدرجة الأولى في مدارس بلدة "يلدا".

في ذات السياق أفاد "الصحفي مطر" بأن معظم السكان داخل مخيم اليرموك من المكونين السوري والفلسطيني تتنافى عاداتهم وتفكيرهم مع الأسلوب المعيشي لتنظيم الدولة الذي يعتبرهم مجرد "رعايا" يترتب عليهم السمع والطاعة فقط، ومن يتجرأ على مخالفته أو الاعتراض على اسلوبهم فمصيره السجن والتعذيب وفي عدد من الأحيان يصل غلى القتل، ما يخلق حالة من الرعب بين سكان المخيم حول الإدلاء بأي تصريح عن تحركات التنظيم أو سلوكياته داخل المخيم، موضحاً بأن معظم الناشطين الإعلاميين اضطروا للإنتقال إلى البلدات المجاورة.

إلى ذلك يعتبر معبر "حاجز العسالي" التابع لحي القدم هو المتنفس الوحيد الذي يصل مناطق سيطرة التنظيم جنوب دمشق المتمثلة بـ الحجر الأسد ومخيم اليرموك وأجزاء من حي التضامن مع باقي المناطق الخضعة لسيطرة قوات الأسد الموجودة في القسم الجنوبي من حي الميدان، فضلاً عن تواجد حاجز "ببيلا- سيدي مقداد" الذي يوفر بعض المواد الغذائية للأهالي ويتم من خلاله إدخال بعض المتطلبات التي تحدث توازناً نسبياً في المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن  ملف جنوب العاصمة السورية دمشق لم يتم حتى الآن حسمه من قبل نظام الأسد الامر الذي يلقي بالضبابية على مصير مخيم اليرموك وباقي المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، الامر الذي يثير الرعب بين الاهالي تخوفاً من عمليات التهجير القسري في المرحلة المقبلة، ويأمل العديد منهم بالوصول إلى تسوية ما بين تنظيم الدولة وقوات الاسد لا يكون لها انعكاسات سلبية على بقائهم في المخيم الذي رفضوا الخروج منه في أوقات كانت أصعب من التي تمر بها في المرحلة الحالية.